جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ↓
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ " أي: مهما تمنت أنفسهم, وتعلقت به إرادتهم, حصل لهم على أكمل الوجوه وأتمها.
فلا يمكن أن يطلبوا نوعا من أنواع النعيم, الذي فيه لذة القلوب, وسرور الأرواح, إلا وهو حاضر لديهم, ولهذا يعطي الله أهل الجنة, كل ما تمنوه عليه حتى إنه يذكرهم أشياء من النعيم, لم تخطر على قلوبهم.
فتبارك الذي, لا نهاية لكرمه, ولا حد لجوده, الذي ليس كمثله شيء في صفات ذاته, وصفات أفعاله, وآثار تلك النعوت, وعظمة الملك والملكوت.
" كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ " لسخط الله وعذابه, بأداء ما أوجبه عليهم, من الفروض, والواجبات, المتعلقة بالقلب, والبدن, واللسان, من حقه, وحق عباده, وترك ما نهاهم الله عنه.
فلا يمكن أن يطلبوا نوعا من أنواع النعيم, الذي فيه لذة القلوب, وسرور الأرواح, إلا وهو حاضر لديهم, ولهذا يعطي الله أهل الجنة, كل ما تمنوه عليه حتى إنه يذكرهم أشياء من النعيم, لم تخطر على قلوبهم.
فتبارك الذي, لا نهاية لكرمه, ولا حد لجوده, الذي ليس كمثله شيء في صفات ذاته, وصفات أفعاله, وآثار تلك النعوت, وعظمة الملك والملكوت.
" كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ " لسخط الله وعذابه, بأداء ما أوجبه عليهم, من الفروض, والواجبات, المتعلقة بالقلب, والبدن, واللسان, من حقه, وحق عباده, وترك ما نهاهم الله عنه.
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ↓
" الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ " مستمرين على تقواهم " طَيِّبِينَ " أي: طاهرين مطهرين من كل نقص ودنس, يتطرق إليهم, ويخل في إيمانهم.
فطابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته, وألسنتهم بذكره, والثناء عليه, وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه.
" يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ " التحية الكاملة, خاصة لكم, والسلامة من كل آفة.
وقد سلمتم من كل ما تكرهون " ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " من الإيمان بالله, والانقياد لأمره.
فإن العمل هو السبب والمادة, والأصل في دخول الجنة, والنجاة من النار.
وذلك العمل, حصل لهم برحمة الله ومنته, لا بحولهم وقوتهم.
فطابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته, وألسنتهم بذكره, والثناء عليه, وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه.
" يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ " التحية الكاملة, خاصة لكم, والسلامة من كل آفة.
وقد سلمتم من كل ما تكرهون " ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " من الإيمان بالله, والانقياد لأمره.
فإن العمل هو السبب والمادة, والأصل في دخول الجنة, والنجاة من النار.
وذلك العمل, حصل لهم برحمة الله ومنته, لا بحولهم وقوتهم.
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ↓
يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين جاءتهم الآيات, فلم يؤمنوا, وذكروا, فلم يتذكروا.
" إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ " لقبض أرواحهم " أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ " بالعذاب الذي سيحل بهم, فإنهم قد استحقوا وقوعه فيهم.
" كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ " كذبوا وكفروا, ثم لم يؤمنوا, حتى نزل بهم العذاب.
" وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ " إذ عذبهم " وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " فإنها مخلوقة لعبادة الله, ليكون مآلها إلى كرامة الله, فظلموها, وتركوا ما خلقت له, وعرضوها للإهانة الدائمة, والشقاء الملازم.
" إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ " لقبض أرواحهم " أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ " بالعذاب الذي سيحل بهم, فإنهم قد استحقوا وقوعه فيهم.
" كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ " كذبوا وكفروا, ثم لم يؤمنوا, حتى نزل بهم العذاب.
" وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ " إذ عذبهم " وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " فإنها مخلوقة لعبادة الله, ليكون مآلها إلى كرامة الله, فظلموها, وتركوا ما خلقت له, وعرضوها للإهانة الدائمة, والشقاء الملازم.
" فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا " أي: عقوبات أعمالهم وآثارها.
" وَحَاقَ بِهِمْ " أي: نزل " مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " فإنه كانوا إذا أنذرتهم رسلهم بالعذاب, استهزأوا به, وسخروا ممن أخبر به فحل بهم ذلك الأمر الذي سخروا منه.
" وَحَاقَ بِهِمْ " أي: نزل " مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " فإنه كانوا إذا أنذرتهم رسلهم بالعذاب, استهزأوا به, وسخروا ممن أخبر به فحل بهم ذلك الأمر الذي سخروا منه.
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ ↓
أي: احتج المشركون على شركهم بمشيئة الله, وأن الله لو شاء, ما أشركوا, ولا حرموا شيئا من الأنعام, التي أحلها كالبحيرة, والوصيلة والحام, ونحوها, من دونه.
وهذه حجة باطلة, فإنها لو كانت حقا, ما عاقب الله الذين من قبلهم, حيث أشركوا به, فعاقبهم أشد العقاب.
فلو كان يحب ذلك منهم, لما عذبهم.
وليس قصدهم بذلك, إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل, وإلا فعندهم علم, أنه لا حجة لهم على الله.
فإن الله أمرهم ونهاهم, ومكنهم من القيام بما كلفهم, وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم.
فاحتجاجهم بالقضاء والقدر, من أبطل الباطل.
هذا, وكل أحد يعلم بالحس, قدرة الإنسان على كل فعل يريده, من غير أن ينازعه منازع.
فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رسله, وتكذيب الأمور العقلية, والحسية.
" فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " أي: البين, الظاهر, الذي يصل إلى القلوب, ولا يبقى لأحد على الله حجة.
فإذا بلغتهم الرسل أمر ربهم ونهيه, واحتجوا عليهم بالقدر, فليس للرسل من الأمر شيء, وإنما حسابهم على الله عز وجل.
وهذه حجة باطلة, فإنها لو كانت حقا, ما عاقب الله الذين من قبلهم, حيث أشركوا به, فعاقبهم أشد العقاب.
فلو كان يحب ذلك منهم, لما عذبهم.
وليس قصدهم بذلك, إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل, وإلا فعندهم علم, أنه لا حجة لهم على الله.
فإن الله أمرهم ونهاهم, ومكنهم من القيام بما كلفهم, وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم.
فاحتجاجهم بالقضاء والقدر, من أبطل الباطل.
هذا, وكل أحد يعلم بالحس, قدرة الإنسان على كل فعل يريده, من غير أن ينازعه منازع.
فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رسله, وتكذيب الأمور العقلية, والحسية.
" فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " أي: البين, الظاهر, الذي يصل إلى القلوب, ولا يبقى لأحد على الله حجة.
فإذا بلغتهم الرسل أمر ربهم ونهيه, واحتجوا عليهم بالقدر, فليس للرسل من الأمر شيء, وإنما حسابهم على الله عز وجل.
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ↓
يخبر تعالى, أن حجته قامت على جميع الأمم, وانه ما من أمة متقدمة أو متأخرة, إلا وبعث الله فيها رسولا وكلهم متفقون على دعوة واحدة, ودين واحد, وهو: عبادة الله وحده لا شريك له " أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ " .
فانقسمت الأمم, بحسب استجابتها لدعوة الرسل وعدمها, قسمين.
" فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ " فاتبعوا المرسلين, علما, وعملا.
" وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ " فاتبع سبيل الغي.
" فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ " بأبدانكم وقلوبكم " فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " فإنكم سترون من ذلك, العجائب, فلا تجد مكذبا, إلا كان عاقبته الهلاك.
فانقسمت الأمم, بحسب استجابتها لدعوة الرسل وعدمها, قسمين.
" فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ " فاتبعوا المرسلين, علما, وعملا.
" وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ " فاتبع سبيل الغي.
" فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ " بأبدانكم وقلوبكم " فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " فإنكم سترون من ذلك, العجائب, فلا تجد مكذبا, إلا كان عاقبته الهلاك.
" إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ " وتبذل جهدك في ذلك " فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ " ولو فعل كل سبب لم يهده إلا الله.
" وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " ينصرونهم من عذاب الله ويقونهم بأسه.
" وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " ينصرونهم من عذاب الله ويقونهم بأسه.
وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ↓
يخبر تعالى عن المشركين المكذبين لرسوله, أنهم " أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ " أي: حلفوا أيمانا مؤكدة مغلظة على تكذيب الله, وأنه لا يبعث الأموات, ولا يقدر على إحيائهم, بعد أن كانوا ترابا.
قال تعالى مكذبا لهم: " بَلَى " سيبعثهم, ويجمعهم, ليوم لا ريب فيه " وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا " لا يخلفه ولا يغيره " وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ومن جهلم العظيم, إنكارهم البعث والجزاء.
قال تعالى مكذبا لهم: " بَلَى " سيبعثهم, ويجمعهم, ليوم لا ريب فيه " وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا " لا يخلفه ولا يغيره " وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " ومن جهلم العظيم, إنكارهم البعث والجزاء.
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ ↓
ثم ذكر الحكمة في الجزاء والبعث فقال: " لِيُبَيِّنَ لَهُمُالَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ " من المسائل الكبار والصغار, فيبين حقائقها ويوضحها.
" وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ " حتى يروا أعمالهم حسرات عليهم.
وما نفعتهم آلهتهم, التي يدعون مع الله من شيء, لما جاء أمر ربك وحين يرون ما يعبدون, حطبا لجهنم, وتكور الشمس والقمر, وتتناثر النجوم, ويتضح لمن يعبدها, أنها عبيد مسخرات, وأنهن مفتقرات إلى الله في جميع الحالات, وليس ذلك على الله بصعب ولا شديد, فإنه إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون, من غير منازعة ولا امتناع, بل يكون على طبق ما أراده وشاءه.
" وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ " حتى يروا أعمالهم حسرات عليهم.
وما نفعتهم آلهتهم, التي يدعون مع الله من شيء, لما جاء أمر ربك وحين يرون ما يعبدون, حطبا لجهنم, وتكور الشمس والقمر, وتتناثر النجوم, ويتضح لمن يعبدها, أنها عبيد مسخرات, وأنهن مفتقرات إلى الله في جميع الحالات, وليس ذلك على الله بصعب ولا شديد, فإنه إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون, من غير منازعة ولا امتناع, بل يكون على طبق ما أراده وشاءه.
وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ↓
يخبر تعالى بفضل المؤمنين الممتحنين " وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ " أي: في سبيله, وابتغاء مرضاته " مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا " بالأذية والمحنة من قومهم, الذين يفتنونهم ليردوهم إلى الكفر والشرك, فتركوا الأوطان والخلان, وانتقلوا عنها لأجل طاعة الرحمن.
فذكر لهم ثوابين, ثوابا عاجلا في الدنيا, من الرزق الواسع, والعيش الهنيء, الذي رأوه عيانا, بعد ما هاجروا, وانتصروا على أعدائهم, وافتتحوا البلدان, وغنموا منها الغنائم العظيمة, فتمولوا, وآتاهم الله في الدنيا حسنة.
" وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ " الذي وعدهم الله على لسان رسوله خير, و " أَكْبَرُ " من أجر الدنيا كما قال تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " .
وقوله: " لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " أي: لو كان لهم علم ويقين بما عند الله من الأجر والثواب لمن آمن به وهاجر في سبيله, لم يتخلف عن ذلك أحد.
فذكر لهم ثوابين, ثوابا عاجلا في الدنيا, من الرزق الواسع, والعيش الهنيء, الذي رأوه عيانا, بعد ما هاجروا, وانتصروا على أعدائهم, وافتتحوا البلدان, وغنموا منها الغنائم العظيمة, فتمولوا, وآتاهم الله في الدنيا حسنة.
" وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ " الذي وعدهم الله على لسان رسوله خير, و " أَكْبَرُ " من أجر الدنيا كما قال تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " .
وقوله: " لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " أي: لو كان لهم علم ويقين بما عند الله من الأجر والثواب لمن آمن به وهاجر في سبيله, لم يتخلف عن ذلك أحد.
ثم ذكر وصف أوليائه فقال " الَّذِينَ صَبَرُوا " على أوامر الله وعن نواهيه, وعلى أقدار الله المؤلمة, وعلى الأذية فيه, والمحن " وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " أي: يعتمدون عليه في تنفيذ محابه, لا على أنفسهم.
وبذلك تنجح أمورهم, وتستقيم أحوالهم, فإن الصبر والتوكل, ملاك الأمور كلها.
فما فات أحدا شيء من الخير, إلا لعدم صبره, وبذل جهده فيما أريد منه, أو لعدم توكله واعتماده على الله.
وبذلك تنجح أمورهم, وتستقيم أحوالهم, فإن الصبر والتوكل, ملاك الأمور كلها.
فما فات أحدا شيء من الخير, إلا لعدم صبره, وبذل جهده فيما أريد منه, أو لعدم توكله واعتماده على الله.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ↓
يقول تعالى لنبيه محمد, صلى الله عليه وسلم: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا " أي: لست ببدع من الرسل, فلم نرسل قبلك ملائكة, بل رجالا كاملين لا نساء.
" نُوحِي إِلَيْهِمْ " من الشرائع والأحكام, ما هو من فضله وإحسانه على العبيد, من غير أن يأتوا بشيء من قبل أنفسهم.
" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ " أي: الكتب السابقة " إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " نبأ الأولين, وشككتم: هل بعث الله رجالا؟ فاسألوا أهل العلم بذلك, الذين نزلت عليهم الزبر والبينات, فعملوها وفهموها.
فإنهم كلهم, قد تقرر عندهم, أن الله ما بعث إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى.
وعموم هذه الآية, فيها مدح أهل العلم, وأن أعلى أنواعه, العلم بكتاب الله المنزل.
فإن الله أمر من لا يعلم, بالرجوع إليهم, في جميع الحوادت.
وفي ضمنه, تعديل لأهل العلم, وتزكية لهم, حيث أمر بسؤالهم, وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة.
فدل على أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله, وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم, والاتصاف بصفات الكمال.
وأفضل أهل الذكر, أهل هذا القرآن العظيم فإنهم أهل الذكر على الحقيقة, وأولى من غيرهم بهذا الاسم, ولهذا قال تعالى: " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ " أي: القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العباد, من أمور دينهم ودنياهم, الظاهرة والباطنة.
" لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " وهذا شامل لتبين ألفاظه, وتبيين معانيه.
" وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " فيه, فيستخرجون من كنوزه وعلومه, بحسب استعدادهم, وإقبالهم عليه.
" نُوحِي إِلَيْهِمْ " من الشرائع والأحكام, ما هو من فضله وإحسانه على العبيد, من غير أن يأتوا بشيء من قبل أنفسهم.
" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ " أي: الكتب السابقة " إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " نبأ الأولين, وشككتم: هل بعث الله رجالا؟ فاسألوا أهل العلم بذلك, الذين نزلت عليهم الزبر والبينات, فعملوها وفهموها.
فإنهم كلهم, قد تقرر عندهم, أن الله ما بعث إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى.
وعموم هذه الآية, فيها مدح أهل العلم, وأن أعلى أنواعه, العلم بكتاب الله المنزل.
فإن الله أمر من لا يعلم, بالرجوع إليهم, في جميع الحوادت.
وفي ضمنه, تعديل لأهل العلم, وتزكية لهم, حيث أمر بسؤالهم, وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة.
فدل على أن الله ائتمنهم على وحيه وتنزيله, وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم, والاتصاف بصفات الكمال.
وأفضل أهل الذكر, أهل هذا القرآن العظيم فإنهم أهل الذكر على الحقيقة, وأولى من غيرهم بهذا الاسم, ولهذا قال تعالى: " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ " أي: القرآن الذي فيه ذكر ما يحتاج إليه العباد, من أمور دينهم ودنياهم, الظاهرة والباطنة.
" لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " وهذا شامل لتبين ألفاظه, وتبيين معانيه.
" وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " فيه, فيستخرجون من كنوزه وعلومه, بحسب استعدادهم, وإقبالهم عليه.
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ↓
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ↓
هذا تخويف من الله تعالى لأهل الكفر والتكذيب, وأنواع المعاصي, من أن يأخذهم بالعذاب على غرة, وهم لا يشعرون.
إما أن يأخذهم العذاب من فوقهم, أو من أسفل منهم, بالخسف أو غيره وإما في حال تقلبهم وشغلهم, وعدم خطور العذاب ببالهم.
وإما في حال تخوفهم من العذاب.
فليسوا بمعجزين الله, في حالة من هذه الأحوال, بل هم تحت قبضته, ونواصيهم بيده.
إما أن يأخذهم العذاب من فوقهم, أو من أسفل منهم, بالخسف أو غيره وإما في حال تقلبهم وشغلهم, وعدم خطور العذاب ببالهم.
وإما في حال تخوفهم من العذاب.
فليسوا بمعجزين الله, في حالة من هذه الأحوال, بل هم تحت قبضته, ونواصيهم بيده.
ولكنه رءوف رحيم, لا يعاجل العاصين بالعقوبة, بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه, ويؤذون أولياءه.
ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة, ويدعوهم إلى الإقلاع عن السيئات, التي تضرهم, ويعدهم بذلك, أفضل الكرامات, ومغفرة ما صدر عنهم من الذنوب.
فليستح المجرم من ربه, أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع الحالات, ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات.
وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل, وأنه إذا أخذ العاصي, أخذه أخذ عزيز مقتدر.
فليتب إليه, وليرجع في جميع أموره إليه, فإنه رءوف رحيم.
فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة, وبره العميم, وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم, ألا, وهي تقواه, والعمل بما يحبه ويرضاه.
ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة, ويدعوهم إلى الإقلاع عن السيئات, التي تضرهم, ويعدهم بذلك, أفضل الكرامات, ومغفرة ما صدر عنهم من الذنوب.
فليستح المجرم من ربه, أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع الحالات, ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات.
وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل, وأنه إذا أخذ العاصي, أخذه أخذ عزيز مقتدر.
فليتب إليه, وليرجع في جميع أموره إليه, فإنه رءوف رحيم.
فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة, وبره العميم, وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم, ألا, وهي تقواه, والعمل بما يحبه ويرضاه.
أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ↓
يقول تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا " أي: الشاكون في توحيد ربهم وعظمته وكماله.
" إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ " أي: إلى جميع مخلوقاته, وكيف تتفيأ أظلتها.
" عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ " أي: كلها ساجدة لربها, خاضعة لعظمته وجلاله.
" وَهُمْ دَاخِرُونَ " أي: ذليلون تحت التسخير والتدبير, والقهر.
ما منهم أحد, إلا وناصيته بيد الله, وتدبيره عنده.
" إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ " أي: إلى جميع مخلوقاته, وكيف تتفيأ أظلتها.
" عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ " أي: كلها ساجدة لربها, خاضعة لعظمته وجلاله.
" وَهُمْ دَاخِرُونَ " أي: ذليلون تحت التسخير والتدبير, والقهر.
ما منهم أحد, إلا وناصيته بيد الله, وتدبيره عنده.
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ↓
" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ " من الحيوانات الناطقة والصامتة.
" وَالْمَلَائِكَةِ " الكرام, خصهم بعد العموم, لفضلهم, وشرفهم, وكثرة عبادتهم, ولهذا قال: " وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أي: عن عبادته, على كثرتهم, وعظمة أخلاقهم وقوتهم, كما قال تعالى: " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ " .
" وَالْمَلَائِكَةِ " الكرام, خصهم بعد العموم, لفضلهم, وشرفهم, وكثرة عبادتهم, ولهذا قال: " وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أي: عن عبادته, على كثرتهم, وعظمة أخلاقهم وقوتهم, كما قال تعالى: " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ " .
" يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ " لما مدحهم بكثرة الطاعة, والخضوع لله, مدحهم بالخوف من الله الذي هو فوقهم بالذات والقهر, وكمال الأوصاف, فهم أذلاء تحت قهره.
" وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " أي: مهما أمرهم الله تعالى, امتثلوا لأمره, طوعا واختيارا.
وسجود المخلوقات لله تعالى قسمان: سجود اضطرار, ودلالة على ما له من صفات الكمال.
وهذا عام لكل مخلوق, من مؤمن وكافر, وبر وفاجر, وحيوان ناطق وغيره.
وسجود اختيار, يختص بأوليائه وعباده المؤمنين, الملائكة, وغيرهم من المخلوقات.
" وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " أي: مهما أمرهم الله تعالى, امتثلوا لأمره, طوعا واختيارا.
وسجود المخلوقات لله تعالى قسمان: سجود اضطرار, ودلالة على ما له من صفات الكمال.
وهذا عام لكل مخلوق, من مؤمن وكافر, وبر وفاجر, وحيوان ناطق وغيره.
وسجود اختيار, يختص بأوليائه وعباده المؤمنين, الملائكة, وغيرهم من المخلوقات.
وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ↓
يأمر تعالى, بعبادته وحده لا شريك له, ويستدل على ذلك بانفراده بالنعم فقال: " لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ " أي: تجعلون له شريكا في إلهيته.
وهو " إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ " متوحد في الأوصاف العظيمة, متفرد بالأفعال كلها.
فكما أنه الواحد في ذاته, وأسمائه, ونعوته, وأفعاله, فلتوحدوه في عبادته.
ولهذا قال: " فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ " أي: خافوني, وامتثلوا أمري, واجتنبوا نهيي, من غير أن تشركوا بي شيئا من المخلوقات, فإنها كلها لله تعالى مملوكة.
وهو " إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ " متوحد في الأوصاف العظيمة, متفرد بالأفعال كلها.
فكما أنه الواحد في ذاته, وأسمائه, ونعوته, وأفعاله, فلتوحدوه في عبادته.
ولهذا قال: " فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ " أي: خافوني, وامتثلوا أمري, واجتنبوا نهيي, من غير أن تشركوا بي شيئا من المخلوقات, فإنها كلها لله تعالى مملوكة.
" وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا " أي: الدين, والعبادة, والذل في جميع الأوقات, لله وحده, على الخلق أن يخلصوه لله, وينصبغوا بعبوديته.
" أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ " من أهل الأرض أو أهل السماوات, فإنهم لا يملكون لكم ضرا ولا نفعا, والله المنفرد, بالعطاء والإحسان.
" وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ " ظاهرة وباطنة " فَمِنَ اللَّهِ " لا أحد يشركه فيها.
" ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ " من فقر, ومرض, وشدة " فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ " أي: تضجون بالدعاء والتضرع, لعلمكم أنه لا يدفع الضر والشدة إلا هو.
فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبون, وصرف ما تكرهون, هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده.
ولكن كثيرا من الناس, يظلمون أنفسهم, ويحمدون نعمة الله عليهم إذا نجاهم من الشدة.
فإذا صاروا في حال الرخاء, أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة, ولهذا قال:
" وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ " ظاهرة وباطنة " فَمِنَ اللَّهِ " لا أحد يشركه فيها.
" ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ " من فقر, ومرض, وشدة " فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ " أي: تضجون بالدعاء والتضرع, لعلمكم أنه لا يدفع الضر والشدة إلا هو.
فالذي انفرد بإعطائكم ما تحبون, وصرف ما تكرهون, هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده.
ولكن كثيرا من الناس, يظلمون أنفسهم, ويحمدون نعمة الله عليهم إذا نجاهم من الشدة.
فإذا صاروا في حال الرخاء, أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة, ولهذا قال:
" لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ " أي: أعطيناهم, حيث نجيناهم من الشدة, وخلصناهم من المشقة.
" فَتَمَتَّعُوا " في دنياكم قليلا " فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " عاقبة كفركم.
" فَتَمَتَّعُوا " في دنياكم قليلا " فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " عاقبة كفركم.
" لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ " أي: أعطيناهم, حيث نجيناهم من الشدة, وخلصناهم من المشقة.
" فَتَمَتَّعُوا " في دنياكم قليلا " فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " عاقبة كفركم.
" فَتَمَتَّعُوا " في دنياكم قليلا " فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ " عاقبة كفركم.
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ ↓
يخبر تعالى, عن جهل المشركين, وظلمهم, وافترائهم على الله الكذب, وأنهم يجعلون لأصنامهم, التي لا تعلم, ولا تنفع, ولا تضر - نصيبا مما رزقهم الله, وأنعم به عليهم.
فاستعانوا برزقه على الشرك به, وتقربوا به إلى أصنام منحوتة, كما قال تعالى: " وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ " الآية, وقال " تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ " .
وقال: " ءَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.
فاستعانوا برزقه على الشرك به, وتقربوا به إلى أصنام منحوتة, كما قال تعالى: " وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ " الآية, وقال " تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ " .
وقال: " ءَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة.
" وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ " حيث قالوا عن الملائكة, العباد المقربين: إنهم بنات الله.
" وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ " أي: لأنفسهم الذكور, حتى إنهم يكرهون البنات, كراهة شديدة.
" وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ " أي: لأنفسهم الذكور, حتى إنهم يكرهون البنات, كراهة شديدة.
فكان أحدهم " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا " من الغم الذي أصابه " وَهُوَ كَظِيمٌ " أي: كاظم على الحزن والأسف, إذا بشر بأنثى, وحتى إنه يفتضح عند أبناء جنسه, ويتوارى منهم من سوء ما بشر به.
يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ↓
ثم يعمل فكره ورأيه الفاسد, فيما يصنع بتلك البنت التي بشر بها " أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ " أي: يتركها من غير قتل على إهانة وذل؟ " أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ " أي: يدفنها وهي حية, وهو الوأد الذي ذم الله به المشركين.
" أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " إذ وصفوا الله بما لا يليق بجلاله, من نسبة الولد إليه.
ثم لم يكفهم هذا, حتى نسبوا له أردأ القسمين, وهو: الإناث, اللاتي يأنفون بأنفسهم عنها, ويكرهونها, فكيف ينسبونها لله تعالى؟! فبئس الحكم حكمهم.
" أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " إذ وصفوا الله بما لا يليق بجلاله, من نسبة الولد إليه.
ثم لم يكفهم هذا, حتى نسبوا له أردأ القسمين, وهو: الإناث, اللاتي يأنفون بأنفسهم عنها, ويكرهونها, فكيف ينسبونها لله تعالى؟! فبئس الحكم حكمهم.
لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ↓
ولما كان هذا من أمثال السوء, التي نسبها إليه أعداؤه المشركون, قال تعالى: " لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ " أي: المثل الناقص والعيب التام.
" وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى " وهو كل صفة كمال, وكل كمال في الوجود, فالله أحق به, من غير أن يستلزم ذلك نقصا بوجه من الوجوه.
وله المثل الأعلى في قلوب أوليائه, وهو: التعظيم والإجلال, والمحبة والإنابة والمعرفة.
" وَهُوَ الْعَزِيزُ " الذي قهر جميع الأشياء, وانقادت له المخلوقات بأسرها.
" الْحَكِيمُ " الذي يضع الأشياء مواضعها, فلا يأمر, ولا يفعل, إلا ما يحمد عليه, ويثنى على كماله فيه.
" وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى " وهو كل صفة كمال, وكل كمال في الوجود, فالله أحق به, من غير أن يستلزم ذلك نقصا بوجه من الوجوه.
وله المثل الأعلى في قلوب أوليائه, وهو: التعظيم والإجلال, والمحبة والإنابة والمعرفة.
" وَهُوَ الْعَزِيزُ " الذي قهر جميع الأشياء, وانقادت له المخلوقات بأسرها.
" الْحَكِيمُ " الذي يضع الأشياء مواضعها, فلا يأمر, ولا يفعل, إلا ما يحمد عليه, ويثنى على كماله فيه.