فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ↓
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ↓
يخبر تعالى, أنه أمر آدم وإبليس أن يهبطا إلى الأرض, وأن يتخذ آدم وبنوه.
الشيطان عدوا لهم, فيأخذوا الحذر منه, ويعدوا له عدته ويحاربوه.
وأنه سينزل عليهم كتبا, ويرسل إليهم رسلا يبينون لهم الطريق المستقيم الموصل إليه وإلى جنته, ويحذرونهم من هذا العدو المبين.
وأنهم أي وقت جاءهم ذلك الهدى, الذي هو: الكتب والرسل, فإن من اتبعه, اتبع ما أمر به, واجتنب ما نهى عنه, فإنه لا يضل في الدنيا, ولا في الآخرة, ولا يشقى فيهما, بل قد هدي إلى صراط مستقيم, في الدنيا والآخرة, وله السعادة والأمن في الآخرة.
وقد نفى عنه الخوف والحزن في آية أخرى بقوله " فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " .
واتباع الهدى, بتصديق الخبر, وعدم معارضته بالشبه, وامتثال الأمر بأن لا يعارضه بشهوة.
الشيطان عدوا لهم, فيأخذوا الحذر منه, ويعدوا له عدته ويحاربوه.
وأنه سينزل عليهم كتبا, ويرسل إليهم رسلا يبينون لهم الطريق المستقيم الموصل إليه وإلى جنته, ويحذرونهم من هذا العدو المبين.
وأنهم أي وقت جاءهم ذلك الهدى, الذي هو: الكتب والرسل, فإن من اتبعه, اتبع ما أمر به, واجتنب ما نهى عنه, فإنه لا يضل في الدنيا, ولا في الآخرة, ولا يشقى فيهما, بل قد هدي إلى صراط مستقيم, في الدنيا والآخرة, وله السعادة والأمن في الآخرة.
وقد نفى عنه الخوف والحزن في آية أخرى بقوله " فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " .
واتباع الهدى, بتصديق الخبر, وعدم معارضته بالشبه, وامتثال الأمر بأن لا يعارضه بشهوة.
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ↓
" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي " أي: كتابي الذي يتذكر به جميع المطالب العالية, وأن يتركه على وجه الإعراض عنه, أو ما هو أعظم من ذلك, بأن يكون على وجه الإنكار له, والكفر به " فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا " أي فإن جزاءه, أن نجعل معيشته ضيقة مشقة, ولا يكون ذلك إلا عذابا.
وفسرت المعيشة الضنك, بعذاب القبر, وأنه يضيق عليه قبره, ويحصر فيه, ويعذب, جزاء لإعراضه عن ذكر ربه, وهذه إحدى الآيات الدالة على عذاب القبر.
والثانية قوله تعالى " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ " الآية.
والثالثة قوله " وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ " .
والرابعة قوله عن آل فرعون " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا " الآية.
والذي أوجب لمن فسرها بعذاب القبر فقط من السلف, وقصرها على ذلك - والله أعلم - آخر الآية, وأن الله ذكر في آخرها عذاب يوم القيامة.
وبعض المفسرين, يرى أن المعيشة الضنك, عامة في دار الدنيا, بما يصيب المعرض عن ذكر ربه, من الهموم, والغموم, والآلام, التي هي عذاب معجل, وفي دار البرزخ, وفي الدار الآخرة, لإطلاق المعيشة الضنك, وعدم تقييدها.
" وَنَحْشُرُهُ " أي: هذا المعرض عن ذكر ربه " يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " البصر على الصحيح, كما قال تعالى " وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا " .
وفسرت المعيشة الضنك, بعذاب القبر, وأنه يضيق عليه قبره, ويحصر فيه, ويعذب, جزاء لإعراضه عن ذكر ربه, وهذه إحدى الآيات الدالة على عذاب القبر.
والثانية قوله تعالى " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ " الآية.
والثالثة قوله " وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ " .
والرابعة قوله عن آل فرعون " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا " الآية.
والذي أوجب لمن فسرها بعذاب القبر فقط من السلف, وقصرها على ذلك - والله أعلم - آخر الآية, وأن الله ذكر في آخرها عذاب يوم القيامة.
وبعض المفسرين, يرى أن المعيشة الضنك, عامة في دار الدنيا, بما يصيب المعرض عن ذكر ربه, من الهموم, والغموم, والآلام, التي هي عذاب معجل, وفي دار البرزخ, وفي الدار الآخرة, لإطلاق المعيشة الضنك, وعدم تقييدها.
" وَنَحْشُرُهُ " أي: هذا المعرض عن ذكر ربه " يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " البصر على الصحيح, كما قال تعالى " وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا " .
قال على وجه الذل, والمراجعة, والتألم, والضجر من هذه الحالة " رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ " في دار الدنيا " بَصِيرًا " فما الذي صيرني إلى هذه الحالة البشعة.
" قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا " بإعراضك عنها " وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " أي تترك في العذاب.
فأجيب, بأن هذا هو عين عملك, والجزاء من جنس العمل.
فكما عميت عن ذكر ربك, وعشيت عنه, ونسيته, ونسيت حظك منه, أعمى الله بصرك في الآخرة, فحشرت إلى النار أعمى, أصم, أبكم, وأعرض عنك, ونسيك في العذاب.
فأجيب, بأن هذا هو عين عملك, والجزاء من جنس العمل.
فكما عميت عن ذكر ربك, وعشيت عنه, ونسيته, ونسيت حظك منه, أعمى الله بصرك في الآخرة, فحشرت إلى النار أعمى, أصم, أبكم, وأعرض عنك, ونسيك في العذاب.
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ↓
" وَكَذَلِكَ " أي: هذا الجزاء " نَجْزِي " ه " مَنْ أَسْرَفَ " بأن تعدى الحدود, وارتكب المحارم وجاوز ما أذن له " وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ " الدالة على جميع مطالب الإيمان دلالة واضحة صريحة, فالله لم يظلمه ولم يضع العقوبة في غير محلها وإنما السبب إسرافه وعدم إيمانه.
" وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ " من عذاب الدنيا أضعافا مضاعفة " وَأَبْقَى " لكونه لا ينقطع, بخلاف عذاب الدنيا فإنه منقطع.
فالواجب, الخوف والحذر من عذاب الآخرة.
" وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ " من عذاب الدنيا أضعافا مضاعفة " وَأَبْقَى " لكونه لا ينقطع, بخلاف عذاب الدنيا فإنه منقطع.
فالواجب, الخوف والحذر من عذاب الآخرة.
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى ↓
أي أفلم يهد لهؤلاء المكذبين المعرضين, ويدلهم على سلوك طريق الرشاد, وتجنب طريق الغي والفساد, ما أحل الله بالمكذبين قبلهم, من القرون الخالية, والأمم المتتابعة, الذين يعرفون قصصهم, ويتناقلون أسمارهم, وينظرون بأعينهم, مساكنهم من بعدهم, كقوم هود, وصالح, ولوط وغيرهم, وأنهم لما كذبوا رسلنا, وأعرضوا عن كتبنا, أصبناهم بالعذاب الأليم؟ فما الذي يؤمن هؤلاء, أن يحل بهم, ما حل بأولئك؟ " أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر أم يقولون نحن جميع منتصر " .
لا شيء من هذا كله فليس هؤلاء الكفار, خيرا من أولئك, حتى يدفع عنهم العذاب بخيرهم, بل هم شر منهم, لأنهم كفروا بأشرف الرسل, وخير الكتب.
وليس لهم براءة مزبورة, وعهد عند الله.
وليسوا كما يقولون, أن جمعهم ينفعهم, ويدفع عنهم, بل هم أذل وأحقر من ذلك.
فإهلاك القرون الماضية بذنوبهم, من أسباب الهداية, لكونها من الآيات الدالة على صحة رسالة الرسل, الذين جاءوهم, وبطلان ما عليه.
ولكن ما كل أحد ينتفع بالآيات, إنما ينتفع بها, أولو النهى, أي العقول السليمة, والفطر المستقيمة, والألباب التي تزجر أصحابها عما لا ينبغي.
لا شيء من هذا كله فليس هؤلاء الكفار, خيرا من أولئك, حتى يدفع عنهم العذاب بخيرهم, بل هم شر منهم, لأنهم كفروا بأشرف الرسل, وخير الكتب.
وليس لهم براءة مزبورة, وعهد عند الله.
وليسوا كما يقولون, أن جمعهم ينفعهم, ويدفع عنهم, بل هم أذل وأحقر من ذلك.
فإهلاك القرون الماضية بذنوبهم, من أسباب الهداية, لكونها من الآيات الدالة على صحة رسالة الرسل, الذين جاءوهم, وبطلان ما عليه.
ولكن ما كل أحد ينتفع بالآيات, إنما ينتفع بها, أولو النهى, أي العقول السليمة, والفطر المستقيمة, والألباب التي تزجر أصحابها عما لا ينبغي.
هذه تسلية للرسول, وتصبير له عن المبادرة إلى إهلاك المكذبين, المعرضين, وأن كفرهم وتكذيبهم, سبب صالح, لحلول العذاب بهم, ولزومه لهم, لأن الله جعل العقوبات, سببا وناشئا عن الذنوب, ملازما لها.
وهؤلاء قد أتوا بالسبب, ولكن الذي أخره عنهم, كلمة ربك, المتضمنة لإمهالهم وتأخيرهم, وضرب الأجل المسمى.
فالأجل المسمى ونفوذ كلمة الله, هو الذي أخر عنهم العقوبة إلى إبان وقتها.
ولعلهم يراجعون أمر الله, فيتوب عليهم, ويرفع عنهم العقوبة, إذا لم تحق عليهم الكلمة.
وهؤلاء قد أتوا بالسبب, ولكن الذي أخره عنهم, كلمة ربك, المتضمنة لإمهالهم وتأخيرهم, وضرب الأجل المسمى.
فالأجل المسمى ونفوذ كلمة الله, هو الذي أخر عنهم العقوبة إلى إبان وقتها.
ولعلهم يراجعون أمر الله, فيتوب عليهم, ويرفع عنهم العقوبة, إذا لم تحق عليهم الكلمة.
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ↓
ولهذا أمر الله رسوله, بالصبر على أذيتهم بالقول, وأمره أن يتعوض عن ذلك, ويستعين عليه, بالتسبيح بحمد ربه, في هذه الأوقات الفاضلة, قبل طلوع الشمس, وقبل غروبها, وفي أطراف النهار, أوله وآخره, عموم بعد خصوص, وأوقات الليل وساعاته.
ولعلك إن فعلت ذلك, ترضى بما يعطيك ربك من الثواب العاجل والآجل.
وليطمئن قلبك, وتقر عينك بعبادة ربك, وتتسلى بها عن أذيتهم, فيخف حينئذ عليك الصبر.
ولعلك إن فعلت ذلك, ترضى بما يعطيك ربك من الثواب العاجل والآجل.
وليطمئن قلبك, وتقر عينك بعبادة ربك, وتتسلى بها عن أذيتهم, فيخف حينئذ عليك الصبر.
وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ↓
أي: ولا تمد عينيك معجبا, ولا تكرر النظر مستحسنا - إلى أحوال الدنيا والممتعين بها, من المآكل والمشارب اللذيذة, والملابس الفاخرة, والبيوت المزخرفة, والنساء المجملة.
فإن ذلك كله, زهرة الحياة الدنيا, تبتهج بها نفوس المغترين, وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين, ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون.
ثم تذهب سريعا, وتمضي جميعا, وتقتل محبيها وعشاقها, فيندمون حيث لا تنفع الندامة, ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا يوم القيامة.
وإنما جعلها الله فتنة واختبارا, ليعلم من يقف عندها, ويغتر بها, ومن هو أحسن عملا كما قال تعالى " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا " .
" وَرِزْقُ رَبِّكَ " العاجل من العلم والإيمان, وحقائق الأعمال الصالحة, والآجل من النعيم المقيم, والعيش السليم في جوار الرب الرحيم [خير] مما متعنا به أزواجا, في ذاته وصفاته " وَأَبْقَى " لكونه لا ينقطع أكلها دائم وظلها كما قال تعالى " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " .
وفي هذه الآية, إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه, طموحا إلى زينة الدنيا, وإقبالا على, أن يذكر ما أمامها من رزق ربه, وأن يوازن بين هذا وهذا.
أي: ولا تمد عينيك معجبا, ولا تكرر النظر مستحسنا - إلى أحوال الدنيا والممتعين بها, من المآكل والمشارب اللذيذة, والملابس الفاخرة, والبيوت المزخرفة, والنساء المجملة.
فإن ذلك كله, زهرة الحياة الدنيا, تبتهج بها نفوس المغترين, وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين, ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون.
ثم تذهب سريعا, وتمضي جميعا, وتقتل محبيها وعشاقها, فيندمون حيث لا تنفع الندامة, ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا يوم القيامة.
وإنما جعلها الله فتنة واختبارا, ليعلم من يقف عندها, ويغتر بها, ومن هو أحسن عملا كما قال تعالى " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا " .
" وَرِزْقُ رَبِّكَ " العاجل من العلم والإيمان, وحقائق الأعمال الصالحة, والآجل من النعيم المقيم, والعيش السليم في جوار الرب الرحيم [خير] مما متعنا به أزواجا, في ذاته وصفاته " وَأَبْقَى " لكونه لا ينقطع أكلها دائم وظلها كما قال تعالى " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " .
وفي هذه الآية, إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه, طموحا إلى زينة الدنيا, وإقبالا على, أن يذكر ما أمامها من رزق ربه, وأن يوازن بين هذا وهذا.
فإن ذلك كله, زهرة الحياة الدنيا, تبتهج بها نفوس المغترين, وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين, ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون.
ثم تذهب سريعا, وتمضي جميعا, وتقتل محبيها وعشاقها, فيندمون حيث لا تنفع الندامة, ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا يوم القيامة.
وإنما جعلها الله فتنة واختبارا, ليعلم من يقف عندها, ويغتر بها, ومن هو أحسن عملا كما قال تعالى " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا " .
" وَرِزْقُ رَبِّكَ " العاجل من العلم والإيمان, وحقائق الأعمال الصالحة, والآجل من النعيم المقيم, والعيش السليم في جوار الرب الرحيم [خير] مما متعنا به أزواجا, في ذاته وصفاته " وَأَبْقَى " لكونه لا ينقطع أكلها دائم وظلها كما قال تعالى " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " .
وفي هذه الآية, إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه, طموحا إلى زينة الدنيا, وإقبالا على, أن يذكر ما أمامها من رزق ربه, وأن يوازن بين هذا وهذا.
أي: ولا تمد عينيك معجبا, ولا تكرر النظر مستحسنا - إلى أحوال الدنيا والممتعين بها, من المآكل والمشارب اللذيذة, والملابس الفاخرة, والبيوت المزخرفة, والنساء المجملة.
فإن ذلك كله, زهرة الحياة الدنيا, تبتهج بها نفوس المغترين, وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين, ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون.
ثم تذهب سريعا, وتمضي جميعا, وتقتل محبيها وعشاقها, فيندمون حيث لا تنفع الندامة, ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا يوم القيامة.
وإنما جعلها الله فتنة واختبارا, ليعلم من يقف عندها, ويغتر بها, ومن هو أحسن عملا كما قال تعالى " إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا " .
" وَرِزْقُ رَبِّكَ " العاجل من العلم والإيمان, وحقائق الأعمال الصالحة, والآجل من النعيم المقيم, والعيش السليم في جوار الرب الرحيم [خير] مما متعنا به أزواجا, في ذاته وصفاته " وَأَبْقَى " لكونه لا ينقطع أكلها دائم وظلها كما قال تعالى " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " .
وفي هذه الآية, إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه, طموحا إلى زينة الدنيا, وإقبالا على, أن يذكر ما أمامها من رزق ربه, وأن يوازن بين هذا وهذا.
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ↓
أي: حث أهلك على الصلاة وأزعجهم إليها من فرض ونفل.
والأمر بالشيء, أمر بجميع ما لا يتم إلا به, فيكون أمرا بتعليمهم, ما يصلح الصلاة, ويفسدها, ويكملها.
" وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا " أي: على الصلاة بإقامتها, بحدودها, وأركانها, وخشوعها, فإن ذلك, مشق على النفس.
ولكن ينبغي إكراهها وجهادها على ذلك, والصبر معها دائما.
فإن العبد إذا أقام صلاته على الوجه المأمور به, كان لما سواها من دينه, أحفظ وأقوم.
وإذا ضيعها, كان لما سواها أضيع.
ثم ضمن تعالى لرسوله الرزق, وأن لا يشغله الاهتمام به, عن إقامة دينه فقال: " نَحْنُ نَرْزُقُكَ " أي: رزقك علينا, قد تكفلنا به, كما تكفلنا بأرزاق الخلائق كلهم فكيف بمن قام بأمرنا, واشتغل بذكرنا؟!! ورزق الله عام للمتقي وغيره.
فينبغي الاهتمام, بما يجلب السعادة الأبدية, وهو: التقوى, ولهذا قال: " وَالْعَاقِبَةُ " في الدنيا والآخرة " لِلتَّقْوَى " التي هي فعل المأمور وترك المنهي.
فمن قام بها, كان له العاقبة, كما قال تعالى " وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " .
والأمر بالشيء, أمر بجميع ما لا يتم إلا به, فيكون أمرا بتعليمهم, ما يصلح الصلاة, ويفسدها, ويكملها.
" وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا " أي: على الصلاة بإقامتها, بحدودها, وأركانها, وخشوعها, فإن ذلك, مشق على النفس.
ولكن ينبغي إكراهها وجهادها على ذلك, والصبر معها دائما.
فإن العبد إذا أقام صلاته على الوجه المأمور به, كان لما سواها من دينه, أحفظ وأقوم.
وإذا ضيعها, كان لما سواها أضيع.
ثم ضمن تعالى لرسوله الرزق, وأن لا يشغله الاهتمام به, عن إقامة دينه فقال: " نَحْنُ نَرْزُقُكَ " أي: رزقك علينا, قد تكفلنا به, كما تكفلنا بأرزاق الخلائق كلهم فكيف بمن قام بأمرنا, واشتغل بذكرنا؟!! ورزق الله عام للمتقي وغيره.
فينبغي الاهتمام, بما يجلب السعادة الأبدية, وهو: التقوى, ولهذا قال: " وَالْعَاقِبَةُ " في الدنيا والآخرة " لِلتَّقْوَى " التي هي فعل المأمور وترك المنهي.
فمن قام بها, كان له العاقبة, كما قال تعالى " وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " .
وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى ↓
أي: قال المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم: هلا يأتينا بآية من ربه؟ يعنون آيات الاقتراح كقولهم: " وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا " .
وهذا تعنت منهم, وعناد وظلم, فإنهم, والرسول, بشر عبيد لله, فلا يليق منهم الاقتراح, بحسب أهوائهم, وإنما الذي ينزلها, ويختار منها ما يختار بحسب حكمته, هو الله.
وما كان قولهم: " لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ " يقتضي أنه لم يأتهم بآية على صدقه, ولا بينة على حقه, وهذا كذب وافتراء, فإنه أتي من المعجزات الباهرات, والآيات القاهرات, ما يحصل ببعضه, المقصود.
ولهذا قال: " أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ " إن كانوا صادقين في قولهم, وأنهم يطلبون الحق بدليله.
" بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى " أي: هذا القرآن العظيم, المصدق لما في الصحف الأولى, من التوراة, والإنجيل, والكتب السابقة المطابق لها, المخبر بما أخبرت به.
وتصديقه أيضا مذكور فيها, ومبشر بالرسول بها, وهذا كقوله تعالى: " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " .
فالآيات تنفع المؤمنين, ويزداد بها إيمانهم وإيقانهم.
وأما المعرضون عنها المعارضون لها, فلا يؤمنون بها, ولا ينتفعون بها, " إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " .
وإنما الفائدة في سوقها إليهم ومخاطبتم بها, لتقوم عليهم حجة الله, ولئلا يقولوا حين ينزل بهم العذاب: " لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى " بالعقوبة, فها قد جاءكم رسولي ومعه آياتي وبراهيني.
فإن كنتم كما تقولون, فصدقوه.
وهذا تعنت منهم, وعناد وظلم, فإنهم, والرسول, بشر عبيد لله, فلا يليق منهم الاقتراح, بحسب أهوائهم, وإنما الذي ينزلها, ويختار منها ما يختار بحسب حكمته, هو الله.
وما كان قولهم: " لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ " يقتضي أنه لم يأتهم بآية على صدقه, ولا بينة على حقه, وهذا كذب وافتراء, فإنه أتي من المعجزات الباهرات, والآيات القاهرات, ما يحصل ببعضه, المقصود.
ولهذا قال: " أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ " إن كانوا صادقين في قولهم, وأنهم يطلبون الحق بدليله.
" بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى " أي: هذا القرآن العظيم, المصدق لما في الصحف الأولى, من التوراة, والإنجيل, والكتب السابقة المطابق لها, المخبر بما أخبرت به.
وتصديقه أيضا مذكور فيها, ومبشر بالرسول بها, وهذا كقوله تعالى: " أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " .
فالآيات تنفع المؤمنين, ويزداد بها إيمانهم وإيقانهم.
وأما المعرضون عنها المعارضون لها, فلا يؤمنون بها, ولا ينتفعون بها, " إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " .
وإنما الفائدة في سوقها إليهم ومخاطبتم بها, لتقوم عليهم حجة الله, ولئلا يقولوا حين ينزل بهم العذاب: " لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى " بالعقوبة, فها قد جاءكم رسولي ومعه آياتي وبراهيني.
فإن كنتم كما تقولون, فصدقوه.
وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى ↓
قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ↓
قل يا محمد مخاطبا للمكذبين لك الذين يقولون تربصوا به ريب المنون " قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ " فتربصوا بي الموت, وأنا أتربص بكم العذاب " قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ " أي: الظفر أو الشهادة " وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا " .
" فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ " أي المستقيم.
" وَمَنِ اهْتَدَى " بسلوكه, أنا أم أنتم؟ فإن صاحبه, هو الفائز الراشد, الناجي المفلح.
ومن حاد عنه فهو خاسر خائب معذب.
وقد علم أن الرسول هو الذي بهذه الحالة, وأعداؤه, بخلافه.
والله أعلم.
تم تفسير سورة طه ولله الحمد
" فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ " أي المستقيم.
" وَمَنِ اهْتَدَى " بسلوكه, أنا أم أنتم؟ فإن صاحبه, هو الفائز الراشد, الناجي المفلح.
ومن حاد عنه فهو خاسر خائب معذب.
وقد علم أن الرسول هو الذي بهذه الحالة, وأعداؤه, بخلافه.
والله أعلم.
تم تفسير سورة طه ولله الحمد