وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ↓
أي: من هؤلاء المنافقين " الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ " بالأقوال الردية, والعيب له ولدينه.
" وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ " أي: لا يبالون بما يقولون من الأذية للنبي.
ويقولون: إذا بلغه عنا بعض ذلك, جئنا نعتذر إليه, فيقبل منا, لأنه أذن, أي: يقبل كل ما يقال له, لا يميز بين صادق وكاذب.
وقصدهم - قبحهم اللّه - فيما بينهم, أنهم غير مكترثين بذلك, ولا مهتمين به.
لأنه إذا لم يبلغه, فهذا مطلوبهم, وإن بلغه, اكتفوا بمجرد الاعتذار الباطل.
فأساءوا كل الإساءة, من أوجه كثيرة, أعظمها أذية نبيهم, الذي جاء لهدايتهم, وإخراجهم من الشقاء والهلاك, إلى الهدى والسعادة.
ومنها: عدم اهتمامهم أيضا بذلك, وهو قدر زائد على مجرد الأذية.
ومنها: قدحهم في عقل النبي صلى الله عليه وسلم, وعدم إدراكه, وتفريقه بين الصادق والكاذب.
وهو أكمل الخلق عقلا, وأتمهم إدراكا, وأثقبهم رأيا وبصيرة, ولهذا قال تعالى: " قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ " أي: يقبل من قال له خيرا وصدقا.
وأما إعراضه وعدم تعنيفه لكثير من المنافقين المعتذرين بالأعذار الكاذبة, فلسعة خلقه, وعدم اهتمامه بشأنهم, وامتثاله لأمر اللّه في قوله: " سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ " .
وأما حقيقة ما في قلبه ورأيه, فقال عنه: " يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ " الصادقين المصدقين, ويعلم الصادق من الكاذب, وإن كان كثيرا ما يعرض عن الذين يعرف كذبهم وعدم صدقهم.
" وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ " فإنهم به مهتدون, وبأخلاقه يقتدون.
وأما غير المؤمنين فإنهم لم يقبلوا هذه الرحمة, بل ردوها, فخسروا دنياهم وآخرتهم.
" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ " بالقول والفعل " لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " في الدنيا والآخرة.
ومن العذاب الأليم, أنه يتحتم قتل مؤذيه وشاتمه.
" وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ " أي: لا يبالون بما يقولون من الأذية للنبي.
ويقولون: إذا بلغه عنا بعض ذلك, جئنا نعتذر إليه, فيقبل منا, لأنه أذن, أي: يقبل كل ما يقال له, لا يميز بين صادق وكاذب.
وقصدهم - قبحهم اللّه - فيما بينهم, أنهم غير مكترثين بذلك, ولا مهتمين به.
لأنه إذا لم يبلغه, فهذا مطلوبهم, وإن بلغه, اكتفوا بمجرد الاعتذار الباطل.
فأساءوا كل الإساءة, من أوجه كثيرة, أعظمها أذية نبيهم, الذي جاء لهدايتهم, وإخراجهم من الشقاء والهلاك, إلى الهدى والسعادة.
ومنها: عدم اهتمامهم أيضا بذلك, وهو قدر زائد على مجرد الأذية.
ومنها: قدحهم في عقل النبي صلى الله عليه وسلم, وعدم إدراكه, وتفريقه بين الصادق والكاذب.
وهو أكمل الخلق عقلا, وأتمهم إدراكا, وأثقبهم رأيا وبصيرة, ولهذا قال تعالى: " قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ " أي: يقبل من قال له خيرا وصدقا.
وأما إعراضه وعدم تعنيفه لكثير من المنافقين المعتذرين بالأعذار الكاذبة, فلسعة خلقه, وعدم اهتمامه بشأنهم, وامتثاله لأمر اللّه في قوله: " سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ " .
وأما حقيقة ما في قلبه ورأيه, فقال عنه: " يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ " الصادقين المصدقين, ويعلم الصادق من الكاذب, وإن كان كثيرا ما يعرض عن الذين يعرف كذبهم وعدم صدقهم.
" وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ " فإنهم به مهتدون, وبأخلاقه يقتدون.
وأما غير المؤمنين فإنهم لم يقبلوا هذه الرحمة, بل ردوها, فخسروا دنياهم وآخرتهم.
" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ " بالقول والفعل " لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " في الدنيا والآخرة.
ومن العذاب الأليم, أنه يتحتم قتل مؤذيه وشاتمه.
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ↓
" يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ " فيتبرأوا مما صدر منهم من الأذية وغيرها.
فغايتهم أن ترضوا عليهم.
" وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ " لأن المؤمن لا يقدم شيئا على رضا ربه.
فدل هذا, على انتفاء إيمانهم, حيث قدموا رضا غير اللّه ورسوله.
فغايتهم أن ترضوا عليهم.
" وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ " لأن المؤمن لا يقدم شيئا على رضا ربه.
فدل هذا, على انتفاء إيمانهم, حيث قدموا رضا غير اللّه ورسوله.
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ↓
وهذا محادة للّه, ومشاقة له, وقد توعد من حاده بقوله: " أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " بأن يكون في حد وشق مبعد عن اللّه ورسوله بأن تهاون بأوامر اللّه, وتجرأ على محارمه.
" فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ " الذي لا خزي أشنع ولا أفظع منه, حيث فاتهم النعيم المقيم, وحصلوا على عذاب الجحيم عياذا باللّه من حالهم.
" فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ " الذي لا خزي أشنع ولا أفظع منه, حيث فاتهم النعيم المقيم, وحصلوا على عذاب الجحيم عياذا باللّه من حالهم.
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ ↓
كانت هذه السورة الكريمة, تسمى " الفاضحة " لأنها بينت أسرار المنافقين, وهتكت أستارهم.
فما زال اللّه يقول: ومنهم ومنهم, ويذكر أوصافهم, إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين.
إحداهما: أن اللّه سِتِّيرٌ, يحب الستر على عباده.
والثانية: أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين, الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلي يوم القيامة.
فكان ذكر الوصف, أعم وأنسب, حتى خافوا غاية الخوف.
قال اللّه تعالى " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا " .
وقال هنا " يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ " أي: تخبرهم وتفضحهم, وتبين أسرارهم, حتى تكون علانية لعباده, ويكونوا عبرة للمعتبرين.
" قُلِ اسْتَهْزِئُوا " أي: استمروا على ما أنتم عليه, من الاستهزاء والسخرية.
" إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ " وقد وفَّى تعالى بوعده, فأنزل هذه السورة التي بينتهم وفضحتهم, وهتكت أستارهم.
فما زال اللّه يقول: ومنهم ومنهم, ويذكر أوصافهم, إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين.
إحداهما: أن اللّه سِتِّيرٌ, يحب الستر على عباده.
والثانية: أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين, الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلي يوم القيامة.
فكان ذكر الوصف, أعم وأنسب, حتى خافوا غاية الخوف.
قال اللّه تعالى " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا " .
وقال هنا " يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ " أي: تخبرهم وتفضحهم, وتبين أسرارهم, حتى تكون علانية لعباده, ويكونوا عبرة للمعتبرين.
" قُلِ اسْتَهْزِئُوا " أي: استمروا على ما أنتم عليه, من الاستهزاء والسخرية.
" إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ " وقد وفَّى تعالى بوعده, فأنزل هذه السورة التي بينتهم وفضحتهم, وهتكت أستارهم.
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ↓
" وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ " عما قالوه من الطعن في المسلمين, وفي دينهم, يقول طائفة منهم في غزوة تبوك " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء - يعنون النبي صلى الله عليه وسلم, وأصحابه - أرغب بطونا, وأكذب ألسنا, وأجبن عند اللقاء ونحو ذلك " .
ولما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم, قد علم بكلامهم, جاءوا يعتذرون إليه ويقولون: " إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ " أي: نتكلم بكلام, لا قصد لنا به, ولا قصدنا الطعن والعيب.
قال اللّه تعالى - مبينا عدم عذرهم وكذبهم في ذلك:- " قُلْ " لهم " أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ "
ولما بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم, قد علم بكلامهم, جاءوا يعتذرون إليه ويقولون: " إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ " أي: نتكلم بكلام, لا قصد لنا به, ولا قصدنا الطعن والعيب.
قال اللّه تعالى - مبينا عدم عذرهم وكذبهم في ذلك:- " قُلْ " لهم " أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ "
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ↓
" لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " .
فإن الاستهزاء باللّه ورسوله, كفر مخرج عن الدين.
لأن أصل الدين, مبني على تعظيم اللّه, وتعظيم دينه ورسله.
والاستهزاء بشيء من ذلك, مناف لهذا الأصل, ومناقض له أشد المناقضة.
ولهذا لما جاءوا إلى الرسول, يعتذرون بهذه المقالة, والرسول لا يزيدهم على قوله " أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " .
وقوله " إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ " لتوبتهم واستغفارهم وندمهم.
" نُعَذِّبْ طَائِفَةً " منكم " بِأَنَّهُمْ " أي بسبب أنهم " كَانُوا مُجْرِمِينَ " مقيمين على كفرهم ونفاقهم.
وفي هذه الآيات, دليل على أن من أسر سريرة, خصوصا السريرة, التي يمكر فيها بدينه, ويستهزئ به وبآياته ورسوله, فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها, ويعاقبه أشد العقوبة.
وأن من استهزأ بشيء من كتاب اللّه وسنة رسوله الثابتة عنه, أو سخر بذلك, أو تنقصه, أو استهزأ بالرسول, أو تنقصه, فإنه كافر باللّه العظيم, وأن التوبة مقبولة من كل ذنب, وإن كان عظيما.
فإن الاستهزاء باللّه ورسوله, كفر مخرج عن الدين.
لأن أصل الدين, مبني على تعظيم اللّه, وتعظيم دينه ورسله.
والاستهزاء بشيء من ذلك, مناف لهذا الأصل, ومناقض له أشد المناقضة.
ولهذا لما جاءوا إلى الرسول, يعتذرون بهذه المقالة, والرسول لا يزيدهم على قوله " أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " .
وقوله " إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ " لتوبتهم واستغفارهم وندمهم.
" نُعَذِّبْ طَائِفَةً " منكم " بِأَنَّهُمْ " أي بسبب أنهم " كَانُوا مُجْرِمِينَ " مقيمين على كفرهم ونفاقهم.
وفي هذه الآيات, دليل على أن من أسر سريرة, خصوصا السريرة, التي يمكر فيها بدينه, ويستهزئ به وبآياته ورسوله, فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها, ويعاقبه أشد العقوبة.
وأن من استهزأ بشيء من كتاب اللّه وسنة رسوله الثابتة عنه, أو سخر بذلك, أو تنقصه, أو استهزأ بالرسول, أو تنقصه, فإنه كافر باللّه العظيم, وأن التوبة مقبولة من كل ذنب, وإن كان عظيما.
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ↓
يقول تعالى: " الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ " لأنهم اشتركوا في النفاق, فاشتركوا في تولي بعضهم بعضا, وفي هذا قطع للمؤمنين من ولايتهم.
ثم ذكر وصف المنافقين العام, الذي لا يخرج منه صغير منهم ولا كبير, فقال: " يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ " وهو: الكفر, والفسوق, والعصيان.
" وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ " وهو: الإيمان, والأخلاق الفاضلة, والأعمال الصالحة, والآداب الحسنة.
" وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ " عن الصدقة, وطرق الإحسان, فوصفهم البخل " نَسُوا اللَّهَ " فلا يذكرونه إلا قليلا.
" فَنَسِيَهُمْ " من رحمته, فلا يوفقهم لخير, ولا يدخلهم الجنة, بل يتركهم في الدرك الأسفل من النار, خالدين فيها, مخلدين.
" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " حصر الفسق فيهم, لأن فسقهم, أعظم من فسق غيرهم, بدليل أن عذابهم, أشد من عذاب غيرهم, وأن المؤمنين قد ابتلوا بهم, إذ كانوا بين أظهرهم, والاحتراز منهم شديد.
ثم ذكر وصف المنافقين العام, الذي لا يخرج منه صغير منهم ولا كبير, فقال: " يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ " وهو: الكفر, والفسوق, والعصيان.
" وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ " وهو: الإيمان, والأخلاق الفاضلة, والأعمال الصالحة, والآداب الحسنة.
" وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ " عن الصدقة, وطرق الإحسان, فوصفهم البخل " نَسُوا اللَّهَ " فلا يذكرونه إلا قليلا.
" فَنَسِيَهُمْ " من رحمته, فلا يوفقهم لخير, ولا يدخلهم الجنة, بل يتركهم في الدرك الأسفل من النار, خالدين فيها, مخلدين.
" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " حصر الفسق فيهم, لأن فسقهم, أعظم من فسق غيرهم, بدليل أن عذابهم, أشد من عذاب غيرهم, وأن المؤمنين قد ابتلوا بهم, إذ كانوا بين أظهرهم, والاحتراز منهم شديد.
وَعَدَ اللَّه الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ↓
" وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ " جمع المنافقين والكفار, في نار جهنم, واللعنة والخلود في ذلك, لاجتماعهم في الدنيا على الكفر, والمعاداة للّه ورسوله, والكفر بآياته.
كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ↓
يقول تعالى واصفا حال المنافقين: إن حالكم - أيها المنافقون - كحال أمثالكم ممن سبقوكم إلى النفاق والكفر, وقد كانوا أقوى منكم وأكثر أموالا وأولادا, استمتعوا بما قدر لهم, من حظوظ الدنيا, وأعرضوا عن ذكر اللّه وتقواه, وقابلوا أنبياءهم بالاستخفاف, وسخروا منهم فيما بينهم وبين أنفسهم.
وقد استمتعتم بما قدر لكم, من ملاذ الدنيا كما استمتعوا, وخضتم فيما خاضوا فيه, من المنكر والباطل.
إنهم قد بطلت أعمالهم, فلم تنفعهم في الدنيا ولا في الآخرة, وكانوا هم الخاسرين.
وأنتم مثلهم في سوء الحال والمآل, والعاقبة الوخيمة.
وقد استمتعتم بما قدر لكم, من ملاذ الدنيا كما استمتعوا, وخضتم فيما خاضوا فيه, من المنكر والباطل.
إنهم قد بطلت أعمالهم, فلم تنفعهم في الدنيا ولا في الآخرة, وكانوا هم الخاسرين.
وأنتم مثلهم في سوء الحال والمآل, والعاقبة الوخيمة.
أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ↓
يقول تعالى - محذرا للمنافقين, أن يصيبهم ما أصاب مَنْ قبلهم من الأمم المكذبة.
" قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ " أي: قرى قوم لوط.
فكلهم " أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ " أي: بالحق الواضح الجلي, المبين لحقائق الأشياء, فكذبوا بها, فجرى عليهم, ما قص اللّه علينا فأنتم أعمالكم شبيهة بأعمالهم.
" فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ " أي: بنصيبكم من الدنيا, فتناولتموه على وجه اللذة والشهوة, معرضين عن المراد منه.
واستعنتم به على معاصي اللّه, ولم تتعد همتكم وإرادتكم, ما خولتم من النعم, كما فعل الذين من قبلكم " وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا " أي: وخضتم بالباطل والزور, وجادلتم بالباطل, لتدحضوا به الحق.
فهذه أعمالهم وعلومهم, استمتاع بالخلاق, وخوض بالباطل.
فاستحقوا من العقوبة والإهلاك, ما استحق من قبلهم, ممن فعلوا كفعلهم.
وأما المؤمنون منهم - وإن استمتعوا بنصيبهم, وما خولوا من الدنيا - فإنه على وجه الاستعانة به على طاعة اللّه.
وأما علومهم فهي علوم الرسل, وهي الوصول, إلى اليقين في جميع المطالب العالية, والمجادلة بالحق; لإدحاض الباطل.
قوله " فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ " إذ أوقع بهم من عقوبته ما أوقع.
" وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " حيث تجرأوا على معاصيه, وعصوا رسلهم, واتبعوا أمر كل جبار عنيد.
" قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ " أي: قرى قوم لوط.
فكلهم " أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ " أي: بالحق الواضح الجلي, المبين لحقائق الأشياء, فكذبوا بها, فجرى عليهم, ما قص اللّه علينا فأنتم أعمالكم شبيهة بأعمالهم.
" فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ " أي: بنصيبكم من الدنيا, فتناولتموه على وجه اللذة والشهوة, معرضين عن المراد منه.
واستعنتم به على معاصي اللّه, ولم تتعد همتكم وإرادتكم, ما خولتم من النعم, كما فعل الذين من قبلكم " وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا " أي: وخضتم بالباطل والزور, وجادلتم بالباطل, لتدحضوا به الحق.
فهذه أعمالهم وعلومهم, استمتاع بالخلاق, وخوض بالباطل.
فاستحقوا من العقوبة والإهلاك, ما استحق من قبلهم, ممن فعلوا كفعلهم.
وأما المؤمنون منهم - وإن استمتعوا بنصيبهم, وما خولوا من الدنيا - فإنه على وجه الاستعانة به على طاعة اللّه.
وأما علومهم فهي علوم الرسل, وهي الوصول, إلى اليقين في جميع المطالب العالية, والمجادلة بالحق; لإدحاض الباطل.
قوله " فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ " إذ أوقع بهم من عقوبته ما أوقع.
" وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " حيث تجرأوا على معاصيه, وعصوا رسلهم, واتبعوا أمر كل جبار عنيد.
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ↓
لما ذكر أن المنافقين, بعضهم من بعض, ذكر أن المؤمنين, بعضهم أولياء بعض, ووصفهم بضد ما وصف به المنافقين فقال: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ " أي: ذكورهم وإناثهم " بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ " في المحبة والموالاة, والانتماء والنصرة.
" يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ " وهو اسم جامع, لكل ما عرف حسنه, من العقائد الحسنة, والأعمال الصالحة, والأخلاق الفاضلة, وأول من يدخل في أمرهم أنفسهم.
" وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " وهو: كل ما خالف المعروف وناقضه, من العقائد الباطلة, والأعمال الخبيثة, والأخلاق الرذيلة.
" وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " أي لا يزالون ملازمين لطاعة اللّه ورسوله على الدوام.
" أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ " أي: يدخلهم في رحمته, ويشملهم بإحسانه.
" إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أي: قوي قاهر, ومع قوته, فهو حكيم, يضع كل شيء موضعه اللائق به, الذي يحمد على ما خلقه وأمر به.
ثم ذكر ما أعد اللّه لهم من الثواب فقال:
" يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ " وهو اسم جامع, لكل ما عرف حسنه, من العقائد الحسنة, والأعمال الصالحة, والأخلاق الفاضلة, وأول من يدخل في أمرهم أنفسهم.
" وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " وهو: كل ما خالف المعروف وناقضه, من العقائد الباطلة, والأعمال الخبيثة, والأخلاق الرذيلة.
" وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " أي لا يزالون ملازمين لطاعة اللّه ورسوله على الدوام.
" أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ " أي: يدخلهم في رحمته, ويشملهم بإحسانه.
" إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أي: قوي قاهر, ومع قوته, فهو حكيم, يضع كل شيء موضعه اللائق به, الذي يحمد على ما خلقه وأمر به.
ثم ذكر ما أعد اللّه لهم من الثواب فقال:
وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ↓
" وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ " جامعة لكل نعيم وفرح, خالية من كل أذى وترح, تجري من تحت قصورها, ودورها, وأشجارها - الأنهار الغزيرة, المروية للبساتين الأنيقة, التي لا يعلم ما فيها من الخيرات, إلا اللّه تعالى.
" خَالِدِينَ فِيهَا " لا يبغون عنها حِوَلًا " وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ " قد زخرفت, وحسنت, وأعدت لعباد اللّه المتقين.
قد طاب مرآها, وطب منزلها ومقيلها, وجمعت من آلات المساكن العالية, ما لا يتمنى فوقه المتمنون, حتى إن اللّه تعالى قد أعد لهم غرفا في غاية الصفاء والحسن, يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها.
فهذه المساكن الأنيقة, التي حقيق بأن تسكن إليها النفوس, وتنزع إليها القلوب, وتشتاق لها الأرواح, لأنها في جنات عدن, أي: إقامة لا يظعنون عنها, ولا يتحولون منها.
" وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ " يحله على أهل الجنة " أَكْبَرُ " مما هم فيه من النعيم.
فإن نعيمهم لم يطب, إلا برؤية ربهم, ورضوانه عليهم.
ولأنه الغاية, التي أمَّها العابدون, والنهاية, التي سعى نحوها المحبون.
فرضا رب الأرض والسماوات, أكبر من نعيم الجنات.
" ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " حيث حصلوا على كل مطلوب, وانتفى عنهم كل محذور, وحسنت وطابت منهم جميع الأمور, فنسأل اللّه أن يجعلنا معهم بجوده.
" خَالِدِينَ فِيهَا " لا يبغون عنها حِوَلًا " وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ " قد زخرفت, وحسنت, وأعدت لعباد اللّه المتقين.
قد طاب مرآها, وطب منزلها ومقيلها, وجمعت من آلات المساكن العالية, ما لا يتمنى فوقه المتمنون, حتى إن اللّه تعالى قد أعد لهم غرفا في غاية الصفاء والحسن, يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها.
فهذه المساكن الأنيقة, التي حقيق بأن تسكن إليها النفوس, وتنزع إليها القلوب, وتشتاق لها الأرواح, لأنها في جنات عدن, أي: إقامة لا يظعنون عنها, ولا يتحولون منها.
" وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ " يحله على أهل الجنة " أَكْبَرُ " مما هم فيه من النعيم.
فإن نعيمهم لم يطب, إلا برؤية ربهم, ورضوانه عليهم.
ولأنه الغاية, التي أمَّها العابدون, والنهاية, التي سعى نحوها المحبون.
فرضا رب الأرض والسماوات, أكبر من نعيم الجنات.
" ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " حيث حصلوا على كل مطلوب, وانتفى عنهم كل محذور, وحسنت وطابت منهم جميع الأمور, فنسأل اللّه أن يجعلنا معهم بجوده.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ↓
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ " أي: بالغ في جهادهم " وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " حيث اقتضت الحال الغلظة عليهم.
وهذا الجهاد يدخل فيه, الجهاد باليد, والجهاد بالحجة واللسان.
فمن بارز منهم بالمحاربة فيجاهد باليد, واللسان, والسيف والسنان.
ومن كان مذعنا للإسلام, بذمة أو عهد, فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام, ومساوى الشرك والكفران, فهذا ما لهم في الدنيا.
وأما في الآخرة, فإن " وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ " أي: مقرهم الذي لا يخرجون منه " وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " .
وهذا الجهاد يدخل فيه, الجهاد باليد, والجهاد بالحجة واللسان.
فمن بارز منهم بالمحاربة فيجاهد باليد, واللسان, والسيف والسنان.
ومن كان مذعنا للإسلام, بذمة أو عهد, فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام, ومساوى الشرك والكفران, فهذا ما لهم في الدنيا.
وأما في الآخرة, فإن " وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ " أي: مقرهم الذي لا يخرجون منه " وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " .
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ↓
" يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ " أي: إذا قالوا قولا, كقول من قال منهم " ليخرجن الأعز منها الأذل " والكلام الذي يتكلم به, الواحد بعد الواحد, في الاستهزاء بالدين, وبالرسول.
فإذا بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم, قد بلغه شيء من ذلك, جاءوا إليه يحلفون باللّه, ما قالوا.
قال تعالى مكذبا لهم " وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ " .
فإسلامهم السابق - وإن كان ظاهره, أنه أخرجهم من دائرة الكفر - فكلامهم الأخير, ينقض إسلامهم, ويدخلهم بالكفر.
" وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " وذلك حين هموا بالفتك برسول اللّه صلى الله عليه وسلم, في غزوة تبوك.
فقص اللّه عليه نبأهم, فأمر من يصدهم عن قصدهم.
والحال أنهم " وَمَا نَقَمُوا " وعابوا من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ " بعد أن كانوا فقراء معوزين.
وهذا من أعجب الأشياء, أن يستهينوا بمن كان سببا لإخراجهم من الظلمات إلى النور, ومغنيا لهم بعد الفقر.
وهل حقه عليهم إلا أن يعظموه, ويؤمنوا به ويجلوه؟!! ثم عرض عليهم التوبة فقال: " فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ " لأن التوبة, أصل لسعادة الدنيا والآخرة.
" وَإِنْ يَتَوَلَّوْا " عن التوبة والإنابة " يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " في الدنيا, بما ينالهم من الهم, والغم, والحزن على نصرة اللّه لدينه, وإعزار نبيه, وعدم حصولهم على مطلوبهم, وفي الآخرة, في عذاب السعير.
" وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ " يتولى أمورهم, ويحصل لهم لمطلوب.
" وَلَا نَصِيرٍ " يدفع عنهم المكروه.
وإذا انقطعوا من ولاية اللّه تعالى, فَثَمَّ أصناف الشر والخسران, والشقاء والحرمان.
فإذا بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم, قد بلغه شيء من ذلك, جاءوا إليه يحلفون باللّه, ما قالوا.
قال تعالى مكذبا لهم " وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ " .
فإسلامهم السابق - وإن كان ظاهره, أنه أخرجهم من دائرة الكفر - فكلامهم الأخير, ينقض إسلامهم, ويدخلهم بالكفر.
" وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا " وذلك حين هموا بالفتك برسول اللّه صلى الله عليه وسلم, في غزوة تبوك.
فقص اللّه عليه نبأهم, فأمر من يصدهم عن قصدهم.
والحال أنهم " وَمَا نَقَمُوا " وعابوا من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ " بعد أن كانوا فقراء معوزين.
وهذا من أعجب الأشياء, أن يستهينوا بمن كان سببا لإخراجهم من الظلمات إلى النور, ومغنيا لهم بعد الفقر.
وهل حقه عليهم إلا أن يعظموه, ويؤمنوا به ويجلوه؟!! ثم عرض عليهم التوبة فقال: " فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ " لأن التوبة, أصل لسعادة الدنيا والآخرة.
" وَإِنْ يَتَوَلَّوْا " عن التوبة والإنابة " يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " في الدنيا, بما ينالهم من الهم, والغم, والحزن على نصرة اللّه لدينه, وإعزار نبيه, وعدم حصولهم على مطلوبهم, وفي الآخرة, في عذاب السعير.
" وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ " يتولى أمورهم, ويحصل لهم لمطلوب.
" وَلَا نَصِيرٍ " يدفع عنهم المكروه.
وإذا انقطعوا من ولاية اللّه تعالى, فَثَمَّ أصناف الشر والخسران, والشقاء والحرمان.
وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ↓
أي: ومن هؤلاء المنافقين, من أعطى اللّه عهده وميثاقه " لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ " من الدنيا فبسطها لنا ووسعها " لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ " .
فنصل الرحم, ونقرى الضيف, ونعين على نوائب الحق, ونفعل الأفعال الحسنة الصالحة.
فنصل الرحم, ونقرى الضيف, ونعين على نوائب الحق, ونفعل الأفعال الحسنة الصالحة.
" فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ " لم يفوا بما قالوا, بل " بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا " عن الطاعة والانقياد " وَهُمْ مُعْرِضُونَ " أي: غير ملتفتين إلى الخير.
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ ↓
فلما لم يفوا بما عاهدوا اللّه عليه, عاقبهم و " فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ " مستمرا " إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " .
فليحذر المؤمن من هذا الوصف الشنيع, أن يعاهد ربه, إن حصل مقصوده الفلاني, ليفعلن كذا وكذا, ثم لا يفي بذلك, فإنه ربما عاقبه اللّه بالنفاق كما عاقب هؤلاء.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحيحين.
" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا وعد أخلف " .
فهذا المنافق الذي وعد اللّه وعاهده, لئن أعطاه اللّه من فضله, ليصدقن, وليكونن من الصالحين, حدث فكذب, وعاهد فغدر, ووعد فأخلف.
فليحذر المؤمن من هذا الوصف الشنيع, أن يعاهد ربه, إن حصل مقصوده الفلاني, ليفعلن كذا وكذا, ثم لا يفي بذلك, فإنه ربما عاقبه اللّه بالنفاق كما عاقب هؤلاء.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحيحين.
" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا وعد أخلف " .
فهذا المنافق الذي وعد اللّه وعاهده, لئن أعطاه اللّه من فضله, ليصدقن, وليكونن من الصالحين, حدث فكذب, وعاهد فغدر, ووعد فأخلف.
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ↓
ولهذا توعد من صدر منهم هذا الصنيع, بقوله: " أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " .
وسيجازيهم على ما عملوا من الأعمال, التي يعلمها اللّه تعالى: وهذه الآيات, نزلت في رجل من المنافقين يقال له " ثعلبة " .
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وسأله أن يدعو اللّه له, أن يعطيه من فضله, وأنه إن أعطاه, ليتصدقن, ويصل الرحم, ويعين على نوائب الحق, فدعا النبي صلى الله عليه وسلم, له.
فكان له غنم, فلم تزل تتنامى, حتى خرج بها عن المدينة, فكان لا يحضر إلا بعض الصلوات الخمس.
ثم أبعد, فكان لا يحضر إلا صلاة الجمعة.
ثم كثرت فأبعدها, فكان لا يحضر جمعة ولا جماعة.
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم, فأخبر بحاله, فبعث من يأخذ الصدقات من أهلها.
فمروا على ثعلبة, فقال ما هذه إلا جزية, ما هذه إلا أخت الجزية.
فلما لم يعطهم, جاءوا, فأخبروا بذلك, النبي صلى الله عليه وسلم, فقال " يا ويح ثعلبة " ثلاثا.
فلما نزلت هذه الآية فيه, وفي أمثاله, ذهب بها بعض أهله, فبلغه إياها.
فجاء بزكاته, فلم يقبلها النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم جاء بها إلى أبي بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها.
ثم جاء بها بعد أبي بكر إلى عمر فلم يقبلها.
فيقال: إنه هلك في زمن عثمان.
وسيجازيهم على ما عملوا من الأعمال, التي يعلمها اللّه تعالى: وهذه الآيات, نزلت في رجل من المنافقين يقال له " ثعلبة " .
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وسأله أن يدعو اللّه له, أن يعطيه من فضله, وأنه إن أعطاه, ليتصدقن, ويصل الرحم, ويعين على نوائب الحق, فدعا النبي صلى الله عليه وسلم, له.
فكان له غنم, فلم تزل تتنامى, حتى خرج بها عن المدينة, فكان لا يحضر إلا بعض الصلوات الخمس.
ثم أبعد, فكان لا يحضر إلا صلاة الجمعة.
ثم كثرت فأبعدها, فكان لا يحضر جمعة ولا جماعة.
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم, فأخبر بحاله, فبعث من يأخذ الصدقات من أهلها.
فمروا على ثعلبة, فقال ما هذه إلا جزية, ما هذه إلا أخت الجزية.
فلما لم يعطهم, جاءوا, فأخبروا بذلك, النبي صلى الله عليه وسلم, فقال " يا ويح ثعلبة " ثلاثا.
فلما نزلت هذه الآية فيه, وفي أمثاله, ذهب بها بعض أهله, فبلغه إياها.
فجاء بزكاته, فلم يقبلها النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم جاء بها إلى أبي بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها.
ثم جاء بها بعد أبي بكر إلى عمر فلم يقبلها.
فيقال: إنه هلك في زمن عثمان.
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ↓
وهذا أيضا من مخازي المنافقين, فكانوا - قبحهم اللّه - لا يدعون شيئا من أمور الإسلام والمسلمين يرون لهم مقالا, إلا قالوا وطعنوا, بغيا وعدوانا.
فلما حثَّ اللّه ورسوله على الصدقة, بادر المسلمون إلى ذلك, وبذلوا من أموالهم, كل على حسب حاله, منهم المكثر, ومنهم المقل.
فيلمزون المكثر منهم, بأن قصده بنفقته, الرياء والسمعة.
وقالوا للمقل الفقير: إن اللّه غني عن صدقة هذا.
فأنزل اللّه تعالى " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ " أي يعيبون, ويطعنون " الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ " فيقولون: مراءون, قصدهم الفخر والرياء.
ويلمزون " وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ " فيخرجون ما استطاعوا ويقولون: اللّه غني عن صدقاتهم " فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ " .
فقوبلوا على صنيعهم بأن " سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " فإنهم جمعوا في كلامهم هذا, بين عدة محاذير.
منها: تتبعهم لأحوال المؤمنين, وحرصهم على أن يجدوا مقالا يقولونه فيهم.
واللّه يقول " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " .
ومنها: طعنهم بالمؤمنين, لأجل إيمانهم, كفرا باللّه تعالى; وبغضا للدين.
ومنها: أن اللمز محرم, بل هو من كبائر الذنوب, في أمور الدنيا.
وأما اللمز في أمر الطاعة, فأقبح وأقبح.
ومنها: أن من أطاع اللّه, وتطوع بخصلة من خصال الخير, فإن الذي ينبغي, هو إعانته, وتنشيطه على عمله.
وهؤلاء قصدوا تثبيطهم بما قالوا فيهم, وعابوهم عليه.
ومنها: أن حكمهم على من أنفق مالا كثيرا بأنه مراء, غلط فاحش, وحكم على الغيب, ورجم بالظن, وأي شر أكبر من هذا؟!! ومنها: أن قولهم لصاحب الصدقة القليلة " اللّه غني عن صدقة هذا " .
كلام مقصوده باطل, فإن اللّه غني عن صدقة المتصدق, بالقليل, والكثير, بل وغني عن أهل السماوات والأرض.
ولكنه تعالى, أمر العباد, بما هم مفتقرون إليه.
فاللّه - وإن كان غنيا عنهم - فهم فقراء إليه " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " .
وفي هذا القول, من التثبيط عن الخير, ما هو ظاهر بين.
ولهذا كان جزاؤهم, أن يسخر اللّه منهم, ولهم عذاب أليم.
فلما حثَّ اللّه ورسوله على الصدقة, بادر المسلمون إلى ذلك, وبذلوا من أموالهم, كل على حسب حاله, منهم المكثر, ومنهم المقل.
فيلمزون المكثر منهم, بأن قصده بنفقته, الرياء والسمعة.
وقالوا للمقل الفقير: إن اللّه غني عن صدقة هذا.
فأنزل اللّه تعالى " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ " أي يعيبون, ويطعنون " الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ " فيقولون: مراءون, قصدهم الفخر والرياء.
ويلمزون " وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ " فيخرجون ما استطاعوا ويقولون: اللّه غني عن صدقاتهم " فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ " .
فقوبلوا على صنيعهم بأن " سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " فإنهم جمعوا في كلامهم هذا, بين عدة محاذير.
منها: تتبعهم لأحوال المؤمنين, وحرصهم على أن يجدوا مقالا يقولونه فيهم.
واللّه يقول " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " .
ومنها: طعنهم بالمؤمنين, لأجل إيمانهم, كفرا باللّه تعالى; وبغضا للدين.
ومنها: أن اللمز محرم, بل هو من كبائر الذنوب, في أمور الدنيا.
وأما اللمز في أمر الطاعة, فأقبح وأقبح.
ومنها: أن من أطاع اللّه, وتطوع بخصلة من خصال الخير, فإن الذي ينبغي, هو إعانته, وتنشيطه على عمله.
وهؤلاء قصدوا تثبيطهم بما قالوا فيهم, وعابوهم عليه.
ومنها: أن حكمهم على من أنفق مالا كثيرا بأنه مراء, غلط فاحش, وحكم على الغيب, ورجم بالظن, وأي شر أكبر من هذا؟!! ومنها: أن قولهم لصاحب الصدقة القليلة " اللّه غني عن صدقة هذا " .
كلام مقصوده باطل, فإن اللّه غني عن صدقة المتصدق, بالقليل, والكثير, بل وغني عن أهل السماوات والأرض.
ولكنه تعالى, أمر العباد, بما هم مفتقرون إليه.
فاللّه - وإن كان غنيا عنهم - فهم فقراء إليه " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " .
وفي هذا القول, من التثبيط عن الخير, ما هو ظاهر بين.
ولهذا كان جزاؤهم, أن يسخر اللّه منهم, ولهم عذاب أليم.
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ↓
" اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً " على وجه المبالغة.
وإلا, فلا مفهوم لها.
" فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ " كما قال في الآية الأخرى " سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ " .
ثم ذكر السبب المانع لمغفرة اللّه لهم فقال: " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " .
والكافر, لا ينفعه الاستغفار, ولا العمل, ما دام كافرا.
" وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " أي: الذين صار الفسق لهم وصفا, بحيث لا يختارون عليه سواه ولا يبغون به بدلا, يأتيهم الحق الواضح, فيردونه.
فيعاقبهم اللّه تعالى, بأن لا يوفقهم له بعد ذلك.
وإلا, فلا مفهوم لها.
" فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ " كما قال في الآية الأخرى " سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ " .
ثم ذكر السبب المانع لمغفرة اللّه لهم فقال: " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " .
والكافر, لا ينفعه الاستغفار, ولا العمل, ما دام كافرا.
" وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " أي: الذين صار الفسق لهم وصفا, بحيث لا يختارون عليه سواه ولا يبغون به بدلا, يأتيهم الحق الواضح, فيردونه.
فيعاقبهم اللّه تعالى, بأن لا يوفقهم له بعد ذلك.
فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ↓
يقول تعالى - مبينا تبجح المنافقين, بتخلفهم, وعدم مبالاتهم بذلك, الدال على عدم الإيمان, واختيار الكفر على الإيمان.
" فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ " .
وهذا قدر زائد على مجرد التخلف, فإن هذا تخلف محرم, وزيادة رضا بفعل المعصية, وتبجح به.
" وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .
وهذا بخلاف المؤمنين, الذين إذا تخلفوا - ولو لعذر - حزنوا على تخلفهم, وتأسفوا غاية الأسف, ويحبون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه, لما في قلوبهم من الإيمان, ويرجون من فضل اللّه وإحسانه, وبره وامتنانه.
" وَقَالُوا " أي: المنافقون " لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ " أي: قالوا إن النفير مشقة علينا, بسبب الحر.
فقدموا راحة قصيرة منقضية, على الراحة الأبدية التامة.
وحذروا من الحر الذي تقي منه الظلال, وتذهبه البكور والآصال, على الحر الشديد, الذي لا يقادر قدره, وهو النار الحامية.
ولهذا قال: " قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ " لما آثرو, ما يفنى, على ما يبقى, ولما فروا من المشقة الخفيفة المنقضية, إلى المشقة الشديدة الدائمة.
" فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ " .
وهذا قدر زائد على مجرد التخلف, فإن هذا تخلف محرم, وزيادة رضا بفعل المعصية, وتبجح به.
" وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .
وهذا بخلاف المؤمنين, الذين إذا تخلفوا - ولو لعذر - حزنوا على تخلفهم, وتأسفوا غاية الأسف, ويحبون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه, لما في قلوبهم من الإيمان, ويرجون من فضل اللّه وإحسانه, وبره وامتنانه.
" وَقَالُوا " أي: المنافقون " لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ " أي: قالوا إن النفير مشقة علينا, بسبب الحر.
فقدموا راحة قصيرة منقضية, على الراحة الأبدية التامة.
وحذروا من الحر الذي تقي منه الظلال, وتذهبه البكور والآصال, على الحر الشديد, الذي لا يقادر قدره, وهو النار الحامية.
ولهذا قال: " قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ " لما آثرو, ما يفنى, على ما يبقى, ولما فروا من المشقة الخفيفة المنقضية, إلى المشقة الشديدة الدائمة.
قال تعالى: " فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا " أي: فليتمتعوا في هذه الدار المنقضية, ويفرحوا بلذاتها, ويلهوا بلعبها.
فسيبكون كثيرا في عذاب أليم " جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " من الكفر والنفاق, وعدم الانقياد لأوامر ربهم.
فسيبكون كثيرا في عذاب أليم " جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " من الكفر والنفاق, وعدم الانقياد لأوامر ربهم.
فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ↓
" فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ " وهم الذين تخلفوا من غير عذر, ولم يحزنوا على تخلفهم.
" فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ " لغير هذه الغزوة, إذا رأوا السهولة.
" فَقُلْ " لهم عقوبة " لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا " فسيغني اللّه عنكم.
" إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ " وهذا كما قال تعالى " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " .
فإن المتثاقل المتخلف عن المأمور به عند انتهاز الفرصة, لن يوفق له بعد ذلك, ويحال بينه وبينه.
وفيه أيضا تعزير لهم, فإنه إذا تقرر عند المسلمين أن هؤلاء من الممنوعين من الخروج إلى الجهاد, لمعصيتهم, كان ذلك توبيخا لهم, وعارا عليهم ونكالا, أن يفعل أحد كفعلهم.
" فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ " لغير هذه الغزوة, إذا رأوا السهولة.
" فَقُلْ " لهم عقوبة " لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا " فسيغني اللّه عنكم.
" إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ " وهذا كما قال تعالى " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " .
فإن المتثاقل المتخلف عن المأمور به عند انتهاز الفرصة, لن يوفق له بعد ذلك, ويحال بينه وبينه.
وفيه أيضا تعزير لهم, فإنه إذا تقرر عند المسلمين أن هؤلاء من الممنوعين من الخروج إلى الجهاد, لمعصيتهم, كان ذلك توبيخا لهم, وعارا عليهم ونكالا, أن يفعل أحد كفعلهم.
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ ↑
يقول تعالى " وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ " من المنافقين " وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ " بعد الدفن, لتدعو له, فإن صلاته, ووقوفه على قبورهم, شفاعة منه لهم, ولا تنفع فيهم الشفاعة.
" إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ " ومن كان كافرا ومات على ذلك, فما تنفعه شفاعة الشافعين.
وفي ذلك عبرة لغيرهم, وزجر, ونكال لهم.
وهكذا كل من علم منه الكفر والنفاق, فإنه لا يصلي عليه.
وفي هذه الآية, دليل على مشروعية الصلاة على المؤمنين, والوقوف عند قبورهم, للدعاء لهم, كما كان النبي صلى الله عليه وسلم, يفعل ذلك في المؤمنين.
فإن تقييد اللّه بالمنافقين, يدل على أنه قد كان متقررا في المؤمنين.
" إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ " ومن كان كافرا ومات على ذلك, فما تنفعه شفاعة الشافعين.
وفي ذلك عبرة لغيرهم, وزجر, ونكال لهم.
وهكذا كل من علم منه الكفر والنفاق, فإنه لا يصلي عليه.
وفي هذه الآية, دليل على مشروعية الصلاة على المؤمنين, والوقوف عند قبورهم, للدعاء لهم, كما كان النبي صلى الله عليه وسلم, يفعل ذلك في المؤمنين.
فإن تقييد اللّه بالمنافقين, يدل على أنه قد كان متقررا في المؤمنين.
وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ↓
أي: لا تغتر بما أعطاهم اللّه في الدنيا, من الأموال والأولاد.
فليس ذلك لكرامتهم عليه, وإنما ذلك, إهانة منه لهم.
" إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا " فيتعبون في تحصيلها, ويخافون من زوالها, ولا يتهنئون بها.
بل لا يزالون يعانون الشدائد والمشاق فيها, وتلهيهم عن اللّه والدار الآخرة, حتى ينتقلوا من الدنيا " وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " قد سلبهم حبها كل شيء, فماتوا, وقلوبهم بها متعلقة, وأفئدتهم عليها متحرقة.
فليس ذلك لكرامتهم عليه, وإنما ذلك, إهانة منه لهم.
" إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا " فيتعبون في تحصيلها, ويخافون من زوالها, ولا يتهنئون بها.
بل لا يزالون يعانون الشدائد والمشاق فيها, وتلهيهم عن اللّه والدار الآخرة, حتى ينتقلوا من الدنيا " وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " قد سلبهم حبها كل شيء, فماتوا, وقلوبهم بها متعلقة, وأفئدتهم عليها متحرقة.
وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ ↓
يقول تعالى - في بيان استمرار المنافقين على التثاقل عن الطاعات, وأنها لا تؤثر فيهم السور والآيات.
" وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ " يؤمرون فيها بالإيمان باللّه, والجهاد في سبيل اللّه.
" اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ " يعني: أولي الغنى والأموال, الذين لا عذر لهم.
وقد أمرهم اللّه بأموال وبنين, أفلا يشكرون اللّه ويحمدونه, ويقومون بما أوجبه عليهم, وسهل عليهم أمره.
ولكن أبوا إلا التكاسل, والاستئذان في القعود " وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ " .
" وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ " يؤمرون فيها بالإيمان باللّه, والجهاد في سبيل اللّه.
" اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ " يعني: أولي الغنى والأموال, الذين لا عذر لهم.
وقد أمرهم اللّه بأموال وبنين, أفلا يشكرون اللّه ويحمدونه, ويقومون بما أوجبه عليهم, وسهل عليهم أمره.
ولكن أبوا إلا التكاسل, والاستئذان في القعود " وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ " .
قال تعالى " رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ " كيف: رضوا لأنفسهم, أن يكونوا مع النساء المتخلفات عن الجهاد.
هل معهم فقه أو عقل, دلهم على ذلك؟.
أم " طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ " فلا تعي الخير, ولا يكون فيها إرادة لفعل ما فيه الخير والفلاح؟.
فهم لا يفقهون مصالحهم.
فلو فقهوا حقيقة الفقه, لم يرضوا لأنفسهم بهذه الحال, التي تحطهم عن منازل الرجال.
هل معهم فقه أو عقل, دلهم على ذلك؟.
أم " طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ " فلا تعي الخير, ولا يكون فيها إرادة لفعل ما فيه الخير والفلاح؟.
فهم لا يفقهون مصالحهم.
فلو فقهوا حقيقة الفقه, لم يرضوا لأنفسهم بهذه الحال, التي تحطهم عن منازل الرجال.
لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ↓
يقول تعالى: إذا تخلف هؤلاء المنافقون عن الجهاد, فاللّه سيغني عنهم.
وللّه عباد وخواص من خلقه, اختصهم بفضله, يقومون بهذا الأمر.
وهم " الرَّسُولُ " محمد صلى الله عليه وسلم, " وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ " غير متثاقلين ولا كسلين, بل هم فرحون مستبشرون.
" وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ " الكثيرة في الدنيا والآخرة.
" وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " الذين ظفروا بأعلى المطالب, وأكمل الرغائب.
وللّه عباد وخواص من خلقه, اختصهم بفضله, يقومون بهذا الأمر.
وهم " الرَّسُولُ " محمد صلى الله عليه وسلم, " وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ " غير متثاقلين ولا كسلين, بل هم فرحون مستبشرون.
" وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ " الكثيرة في الدنيا والآخرة.
" وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " الذين ظفروا بأعلى المطالب, وأكمل الرغائب.
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ↓
" أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " .
فتبا لمن لم يرغب بما رغبوا فيه, وخسر دينه, ودنياه, وأخراه.
وهذا نظير قوله تعالى " قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا " .
.
وقوله " فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ " .
فتبا لمن لم يرغب بما رغبوا فيه, وخسر دينه, ودنياه, وأخراه.
وهذا نظير قوله تعالى " قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا " .
.
وقوله " فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ " .
وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ↓
يقول تعالى " وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ " .
أي: جاء الذين تهاونوا, وقصروا منهم في الخروج, لأجل أن يؤذن لهم في ترك الجهاد, غير مبالين في الاعتذار, لجفائهم, وعدم حياتهم, وإتيانهم بسبب ما معهم من الإيمان الضعيف.
وأما الذين كذبوا اللّه ورسوله منهم, فقعدوا وتركوا الاعتذار بالكلية.
ويحتمل أن معنى قوله " الْمُعَذِّرُونَ " أي: الذين لهم عذر, أتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, ليعذرهم, ومن عادته, أن يعذر من له عذر.
" وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " في دعواهم الإيمان, المقتضي للخروج, وعدم علمهم بذلك.
ثم توعدهم بقوله " سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " في الدنيا والآخرة.
أي: جاء الذين تهاونوا, وقصروا منهم في الخروج, لأجل أن يؤذن لهم في ترك الجهاد, غير مبالين في الاعتذار, لجفائهم, وعدم حياتهم, وإتيانهم بسبب ما معهم من الإيمان الضعيف.
وأما الذين كذبوا اللّه ورسوله منهم, فقعدوا وتركوا الاعتذار بالكلية.
ويحتمل أن معنى قوله " الْمُعَذِّرُونَ " أي: الذين لهم عذر, أتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, ليعذرهم, ومن عادته, أن يعذر من له عذر.
" وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " في دعواهم الإيمان, المقتضي للخروج, وعدم علمهم بذلك.
ثم توعدهم بقوله " سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " في الدنيا والآخرة.